إبراهيم الصياد يكتب: 5 ملاحظات حول المصالحة السعودية الإيرانية!

كتب / ابراهيم الصياد
لاشك ان معادلة القوة في الشرق الأوسط. قد اخذت منحى جديدا باتفاق تم برعاية صينية على عودة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وايران .بما يشكل تطورا يغير كثيرا من قواعد اللعبة السياسية على المستويين الاقليمي والدولي ! ودعونا نرصد خمس ملاحظات توضح إتجاه العلاقات الدولية .في المدى المنظور بعد التصالح السعودي الايراني.
اولا : اثبتت سبع سنوات من القطيعة بين الرياض وطهران. انها اسلوب عقيم في ادارة العلاقات بين قطبين مهمين في الشرق الأوسط ولعل التجربة الخليجية في حصار قطر. لم تنجح وعادت المياه الى مجاريها مع الفارق في تقدير عوامل الاختلاف في الوضع والثقل والتاثير بين الدوحة وطهران.
إبراهيم الصياد يكتب: 5 ملاحظات حول المصالحة السعودية الإيرانية!
كما ثبت ان السير خلف الارادة الغربية والامريكية. تحديدا لم يجدِ في اقصاء إيران عن المشهد الاقليمي خاصة والدولي عامة ولهذا نجحت السعودية في استعادة الهدوء للتوازن الاقليمي بتحييد إيران. على الاقل فيما يتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية بشكل متبادل ما يجعل طهران تتنفس الصعداء كي تتفرغ لاصلاح اعطاب الشأن الداخلي المضطرب منذ عدة أشهر كما تعطي المصالحة السعودية الإيرانية .فرصة لتسويات سياسية اقليمية مثل الوضع في اليمن والجزر المتنازع عليها مع دولة الأمارات ! .
ثانيا : ان الجانب الإيراني. هو المستفيد الأول من المصالحة حيث تعتبر طهران السعودية. ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر اطرافا كانت تنتهج سياسات تصر بالامن القومي الإيراني. نتيجة علاقاتهم الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وبالتالي فإن هذا التحول النوعي يقوي من موقف طهران بشكل أو بآخر في مواجهة الولايات المتحدة.خاصة فيما يخص ملفها النووي ونجحت السعودية مرة آخرى في كسب الموقف الأمريكي باحاطة واشنطن بتطورات المصالحة مع إيران اولا باول الأمر الذي جعل امريكا ترحب بها وإن كانت مازالت تشكك في التزام إيران باي اتفاق .
إبراهيم الصياد يكتب: 5 ملاحظات حول المصالحة السعودية الإيرانية!
ثالثا : في تقديري ان المصالحة تمثل ضربة لسياسة التطبيع الاسرائيلية .في دول الخليج لاسيما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو كان يأمل عندما تولى رئاسة الحكومة اليمينية الحالية في مطلع العام الحالي ان ينجح في التطبيع هذا العام مع الرياض لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن واثرت التطورات الجديدة في الموقف الاسرائيلي وجعلته أضعف بالنسبة لايران حيث كانت تل ابيب تستثمر لصالحها الخلافات العربية مع إيران خلال الاعوام الأخيرة! .
رابعا: بيان الخارجية المصرية تعليقا على المصالحة السعودية الإيرانية رغم تحفظه النسبي حسب قراءتي له إلا انه يتابع باهتمام هذه التطورات ويتوقع ان تساهم في إزالة الاحتقان بالمنطقة وفي تصوري ان مصر التي تنسق بشكل جيد مع السعودية ستقوم في المدى القربب باحداث تحولات في سياستها الخارجية تقرب بين القاهرة وطهران خاصة ان الطرفين المتصالحين يتفهمان ثقل ودور مصر التاريخي والمحوري في الشرق الأوسط! .
إبراهيم الصياد يكتب: 5 ملاحظات حول المصالحة السعودية الإيرانية!
خامسا : إن انجاز المصالحة السعودية الإيرانية قد قدم الصين للعالم باعتبارها قوة مؤثرة في العلاقات الدولية والاقليمية و تصبح مرشحة باامتياز لتكون الطرف الاقوى سياسيا واقتصاديا في النظام العالمي الجديد ولهذا ليس من المستغرب ان نجد الصين في واجهةالبحث عن تسويات ومصالحات اخرى في الأيام القادمة خاصة انها قدمت بالفعل تسوية سياسية توقف نزيف الدم في أوكرانيا تعتمد على علاقاتها القوية مع روسيا وادراك الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لدور العملاق الصيني ! .
فهل يمكن ان نرى انفراجه اقليمية في القضية الفلسطينية وانتهاء الأزمة السورية وعودة الاستقرار للعراق ولبنان وليبيا والسودان ؟ وهل يمكن ان تؤدي المصالحة السعودية الإيرانية الى تكوين محورا سياسيا واقتصاديا في الشرق الأوسط ؟ تساؤلات تحتاج إلى مزيد من البحث حتى نستطيع الاجابة!