ابراهيم الصياد يكتب : يوم ان قلنا >لا <للاخوان

بقلم / ابراهيم الصياد

تتداعى هذه الأيام ذكريات مر عليها تسعة أعوام .وتحديدا في يوم 30 يونيه 2013. والايام السابقة لهذا التاريخ واللاحقة له وقد سجلتها في عام 2015 .في كتاب بعنوان (اللحظات الحاسمة شهادة من قلب ماسبيرو) واسترجعت أسرارا توضح كيف كان يتخذ القرار في عهد الاخوان ولماذا سقطت شرعية مرسي .منذ أول يوم تولى فيه الرئاسة .وماهي حقيقة مشروع النهضة وكيف استولت الجزيرة على البث من عربات رابعة ولماذا وضعنا ارواحنا على اكفنا قبل إذاعة بيان ٣ /٧ وهل لم يعد هناك اخوان بعد ٣٠ يونيه ؟
ماهو مستقبل الإعلام المصري هذه القضايا وغيرها و سارعت الى مكتبتي واعدت قراءة الكتاب الذي لم اقراءه سوى مرة واحدة بعد الطبع!.
🔴الاحد الثلاثون من يونيه عام 2013 .يوم كان فيه المصريون على موعد مع القدر لإنقاذ الوطن. من المضي في نفق مظلم ستكون عواقبه وخيمه اذا استمر الاخوان في الحكم لا قدر الله لسنة اخرى. *سياسة مرتبكة بلا رؤيه داخلية وخارجية ومشروع للنهضة. لم يكن سوى كلام مرسل فشل بعد المائة يوم الأولى لحكم مرسي *واقتصاد اصبح على حافة الافلاس ونقص حاد في السلع والخدمات * ومجتمع يتنازعه الاستقطاب وتشويه متعمد للتاريخ بشكل تآمري *وعودة ارهابيي الثمانينات والتسعينات الى الصورة *مصر أصبحت تابعة بعد ان كانت قائدة *وبات هناك تفكير جدي لبيع مصر وتقسيمها .وفق خطة الفوضى الخلاقة *وتراجع فكر الالتئام بين المصريين. وسيطر فكر غريب يقوم على العنصرية والتمييز بين من هو ينتمي للاخوان ومن لا ينتمي لهم.
ولهذا كان لابد من التغيير في اقرب وقت! الشارع المصري اصبح في حالة مخاض وامهلتهم القوات المسلحة ولم يستجيبوا وسدوا آذانهم عن كل نصح .ولم يسمعوا غير صوت مكتب الارشاد ! كانت التعليمات تاتيهم على مدار الساعة من تنظيمهم في لندن .ومن يحركونهم في استانبول والدوحة . ومن دراسة الموقف على النحو المتقدم اتخذ اعلام الشعب قراره بالانحياز الى الجماهير وسقطت خلال ساعات شرعيتهم المزعومة لأن الشعب قد لفظهم ولم يكن هناك طريق آخر لهم غير الرحيل!.
كنا نقسم الشاشة لنقل الحدث الكبير على الهواء في كل المحافظات .اكثر من 30 مليون مصري قالوا لا للاخوان خرجوا في مظاهرات عارمة فيما تمركز انصار الاخوان في ميدان رابعة وشارع نهضة مصر بالجيزة. وتم تصوير جوي بشكل توثيقي لكل المظاهرات في القاهرة والاسكندرية والمحافظات .ونقلت شبكة المراسلين تفاصيل الحدث الكبير الذي أصبح ثورة شعبية ايدتها القوات المسلحة. وكان من المتوقع استمرار المظاهرات خلال الأيام التالية وتركت هاتفي مع السكرتارية الخاصة للتفرغ بهدوء لادارة الموقف وعدم الرد على الاخوان الذين كانوا في وضع لا يحسدون عليه! .
🔴يوم الاثنين 1 يوليو ظهرا .اخبرني المخرج ايمن الحبال انه قد تم طرد فريق العمل التابع للقطاع من عربات الاذاعة الخارجية .برابعة وهي سيارتان كادتا ان تتعرضا للاتلاف الغريب ان الصورة ظلت تُستقبل في ماسبيرو معنى ذلك ان هناك من استولى على السيارتين .ونقلت قناة الجزيرة صورة مباشرة من رابعة وتبين ان فنيين تابعين للاخوان وقناة الجزيرة حصلوا على شفرة البث ولم تعد عرباتنا تابعة لنا !.
🔴جاءت الى هاتفي رسالةنصية يوم الثلاثاء 2 يوليو يطلبوني في اعلام الرئاسة الى اجتماع عاجل .يوم الاربعاء الساعة الواحدة ظهرا في قصر القبة .طبعا لم ارد عليهم حيث ولم يكن هدف الاجتماع حسب وجهة نظري سوى التخلص مني. واكد ذلك ماهر عبد العزيز مدير راديو مصر حيث اخبره احدهم ان حسابهم معي بعد 30 يونيه! .
طبعا لم اهتم بالتهديدات ولم اذهب الاجتماع خاصة ان وزير الاعلام حضر الى مكتبه وجمع اوراقه واغراضه وغادر المبنى الى غير رجعه عصر 2 يوليو ويوم الاربعاء 3 يوليو استيقظت مبكرا .حيث كنت اقيم في مكتبي ولم اعد لبيتي منذ اكثر من أسبوع وكنت على علم منذ الصباح ان اجتماعا سوف يعقد اليوم ويعقبه بيان مهم .
وكان السؤال هل هو هواء ام مسجل ؟ ومتى سيذاع؟ لم تكن هناك معلومات واضحة حتى تاكدت ان هناك بيانا مسجلا سيذاع في الوقت المناسب. وكانت كل لحظة تمر علينا بسنة واي موقف غير محسوب أو خيانة من داخل المبنى أو خارجة ستقلب الموازين .حتى دقت الساعة التاسعة مساء موعد نشرة الأخبار ودقت معها كل قلوب المصريين .
وجاء الشريط وفي سرية تامة تم تسليمة لفني ستديو 11 وقدم الزميل عمرو الشناوي .وهو كان مذيع النشرة بيان القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وضمت على التليفزيون المصري شبكات الاذاعة وجميع القنوات الفضائية الخاصة وكل قنوات العالم. وتمت الاستجابة لنداء جماهير الشعب المصري وسقط حكم الاخوان ! عند هذه اللحظة شعرت بالفخر وانا بين زملائي لاختم مشوار 38 عاما بانتصار مهني ووطني يتوج حياة أي مصري وهب حياته من اجل الوطن .
🔴 ومن خلال استرجاعي لكل ما حدث .وجدت حقيقة ارجو ان يعلمها و يتعلم منها الجميع ان ادارة السياسة الاعلامية لقطاع الأخبار. في ذلك الوقت لم تكن سهلة وفي الأيام السابقة لثورة يونيه كنت اقول لفريق العمل معي دعوهم يقولون. اي الاخوان ما يريدون لكن عليكم ان تنفذوا ماترون .والذي سيحميكم بعد الله سبحانه وتعالى هو التزامكم بالمهنية!.
وبالفعل كنا نسير في هذه الأيام في طريق مزروع بالالغام .نتيجة التباين في المواقف وبحمد الله عرفنا كيف نتجنب التعثر والسقوط لأننا كنا نتعامل بحكمة وهدوء ولم ننفعل وأدينا واجبنا حتى 3 يوليه على اكمل وجه ويكفينا هذا جميعا فخرا وشرفا !.
الاهم اننا خرجنا بدروس مستفادة قدمتها لدارسي الاعلام .. – اذا كانت لك رؤية فستكون لك ضوءا يهديك للأصوب اي عمل بلا تخطيط مآله الفشل خاصة في مجال العمل الاعلامي . – التردد أول طريق السقوط وعليك ان تكون صاحب قرارات حاسمه في التغطيات الاخبارية والنشرات وبرامج الحوارات والرأي والرأي الاخر . – الاعلام امن قومي. وعليك الأ تتقاطع مع من تكون مهمته الحفاظ على الأمن القومي عند اتخاذ القرار .
كم كان الاخوان اغبياء ومن حسن حظنا انهم اغبياء ولولا ذلك لما استطاعنا ان نتحايل على عدم تنفيذ توجيهاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى