مجدي سبلة يكتب: (عمال المقشات.والمحافظين )

كتب /  مجدى سبله
اذكر منذ ٨ سنوات قام اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان الاسبق بتكريم عامل نظافة اسوانى وبمناسبة هذا التكريم خصص يوما للاحتفاء بعمال النظافة. لدرجة أنه دعي الفنانين التشكيلين لعمل تمثال لعامل نظافة ويضعه في احد الميادين بمدينة أسوان .
وقتها قلت لنفسي اننى لم أكن في مصر ..صحيح الفكرة موجودة في ميادين عواصم أوربية في انجلترا وألمانيا .وفى ميادين الصين وغيرها من الدول الكبرى .وجرت ثقافة الناس هناك بأنه عندما تقترب من هذه التماثيل تجد الأطفال والرواد. من كل الأعمار يكتبون علي تماثيل عمال النظافة. ارقي عبارات الحب والثناء والعرفان بمهنة ظلت وما زالت مهمشة في مصر عقود وقرون. ولم نكن نعرف قيمة هذه المهنة وعمالها الشرفاء.
 مجدي سبلة يكتب: (عمال المقشات.والمحافظين )
وفى الدول الأوربية تعتبر هذه الشعوب تماثيل هؤلاء الكناسين أهم من تماثيل الزعماء والعلماء والسياسيين. ..وقتها استبشرت خيرا بذكاء هذا المحافظ المصري اللواء حجازي. ووجدت أنه يسبق ذكاء معظم محافظين مصر في الاعتراف بهذه الفئة التي تحتاج منا الكثير. ولم نكن نسمع عنهم إلا عندما كانوا يصرخون للمطالبة بما يسمى بدل العدوى الذي كان لا يتجاوز 25جنيها. ما صنعه محافظ أسوان وقتها مع عمال النظافة الذين لا يملكون إلا مقشات يكنسون بها شوارعنا.
 مجدي سبلة يكتب: (عمال المقشات.والمحافظين )
يحكى قصة الكفاح والرجاء والحلم مع فئة لم ينظر إليها مسئول مصري .من قبل تجعلني اطمئن على مفهوم العدالة الاجتماعية والثقافية الشامل بين فئات المجتمع المصري. كأحد مطالب ثورة 30يونيو بعد أن تعود عمال النظافة طوال السنين الماضية على صمت النجوم وصمت البحار وصمت المدن الهاجعة على سكان شواطئها وصمت الرجل في حضرة فتاة عذراء وصمت المريض وهو يدور بعينيه بين جدران غرفته .بعد أن ماتت المطالبات بين شفاتهم للاعتراف بهم وتحملوا التنكيل بهم عندما أعلن احد وزراء العدل في الحكومة المصرية .
 مجدي سبلة يكتب: (عمال المقشات.والمحافظين )
منذ ٨ سنوات . ابن الزبال لا يمكن أن يصبح قاضيا وعاشوا في مهنتهم كالجنود العجزي مبتوري السيقان وإذا بمحافظ مصرى يلتقطهم من كل هذا الصمت. وهذا العجز ليعيد لهم مكانتهم بين مجتمعهم مرفوعى الرأس كأحسن فئات المجتمع المصري شأنا وقيمة .فهل نجد محافظ في ٢٠٢٣ يفكر خارج الصندوق ويخرج على اقليمه بأفكار تلقي تصفيق بنى محافظته. ويساعد في صناعة ظهير شعبي يصب في خانة الوطن وأن نتخلى عن النظرة لعمال النظافة على أنهم عمال مقشات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى